الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة عــالم آخر زمــــان: كسـرٌ فـي ضلـع يقيم القيـامـة وحرق طفل حيّا لا يُحرّك ساكنا !

نشر في  09 جويلية 2014  (14:41)

إهتزّ العالم ولم يقعد بعد الإصابة اللعينة التي تعرّض لها نجم الكرة البرازيلية نايمار داسيلفا والتي خلّفت له كسرا في أحد الأضلع في العمود الفقري، وندّد الجميع من مدرّبين ولاعبين وجماهير وحتّى سياسيين بالتدخّل العنيف للمدافع الكولومبي خوان تسونيغا الذي تلقى حسب موقع «فوتبول» ايطاليا تهديدات بالقتل، فقد أشار الموقع المذكور إلى ان اللاعب الكولومبي تعرّض إلى هجوم قويّ من الجماهير البرازيلية الغاضبة وكان بعضها يحمل تهديداً بالقتل.
أما عن ردود الأفعال الغاضبة فقد صدرت من كل حدب وصوب، حيث أعرب النجم الدولي الألماني السابق لوثر ماتيوس عن أسفه العميق للإصابة الأليمة التي تعرض لها نيمار داسيلفا والتي ستؤدّي إلى غيابه عن منتخب البرازيل في ما تبقّى من نهائيات كأس العالم. وقال ماتيوس، الذي قاد منتخب ألمانيا للفوز بكأس العالم سنة 1990 “إن إصابة نيمار جعلتنا نشعر بالصدمة، إنه أمر لا يمنحنا السعادة، ويعكر صفونا، نحن نريد اللعب أمام الأفضل..” وأضاف ماتيوس “إن الدموع ملأت أعيننا عندما سمعنا عن هذه الإصابة”، كما عبّر بيلي عن حزنه الشديد وصدمته مثلما هو الحال لميسي الذي أبدى انزعاجه وصدمته لإصابة نجم المنتخب البرازيلي وزميله في برشلونة نيمار.. الشعور نفسه عبّر عنه مسعود أوزيل الذي نشر على حسابه الخاص على تويتر ليؤكد أنه حزين جدا ويتمنى أن يتعافى نيمار سريعا.
بدوره تحرّك الاتحاد الدولي كما لم يتحرّك من قبل، وأعلن أنه سيقوم بتحليل صور الفيديو وتقارير حكام مباراة البرازيل وكولومبيا ليقرر ما إذا كان سيفتح تحقيقا ضد المدافع الكولومبي خوان تسونيغا الذي أصاب نجم السيليساو، وقالت المسؤولة الإعلامية في الفيفا ديليا فيشر إن الإتحاد الدولي سيدرس جميع العناصر من صور الفيديو وحتى التقارير الرسمية ليرى ما إذا كان سيفتح تحقيقا.
تداعيات إصابة نايمار وصلت ذروتها بعدما أفادت تقارير صحفية برازيلية أن هذه الإصابة هي كارثة وطنية للجماهير البرازيلية قد تؤثر حتّى على مصير الرئاسة في البرازيل! وأشارت هذه التقارير إلى أن إصابة نايمار ستؤثر على حظوظ السامبا وقد تكون سببا في الإخفاق في الفوز باللقب العالمي، وبالتالي فإن الغضب الشعبي على رئيسة البلاد روسيف سيبلغ ذروته خصوصاً من أولئك المعارضين لإقامة المونديال في البرازيل نظراً إلى الظروف الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، لذلك فإن التخفيف من حدة الاحتقانات الشعبية التي تُرفع ضد روسيف بسبب الأموال الطائلة التي صرفت على الملاعب على حساب الخدمات المقدمة للشعب والبنية التحتية لن يتحقّق إلا عن طريق الفوز بكأس العالم.
في المقابل وفي هذا الوقت الذي انشغل فيه العالم جرّاء إصابة لاعب كرة قدم، مرّت حادثة حرق الطفل الفلسطيني الشهيد محمد أبو خضير على يد متطرّفين يهود مرور الكرام رغم ما فيها من وحشية وبشاعة وفظاعة.. فبعد هذه الجريمة النكراء، كنا ننتظر أن يتحرّك العالم بسياسييه وزعمائه وعلمائه ومثقفيه ونُخبه ورياضييه وفنانيه وبرجال الدين أيضاً ليعبّروا عن صدمتهم وثورتهم ضدّ قتل الطفل خضير.. كنا نتصوّر أن المنظمات الحقوقية والإنسانية ومنظمات رعاية الطفولة والدفاع عن حقوق الإنسان ستتحرّك بالشكل الذي يتماشى ووحشية الجريمة سيطالبون بمعاقبة إسرائيل بسبب جرائمها المتكرّرة واعتداءاتها المتواصلة على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل ولكن لا شيء حدث.
لقد كانت عملية حرق الطفل محمد أبو خضير إبن 16 سنة صورة اختصرت لنا مشهدا بشعا لانقضاض وحوش بشرية بلا إنسانية ولا ضمير،واختصرت معها معاناة الفلسطينين وأطفالهم في وقت تنتشر فيه مجموعات من القتلة الاسرائيلين في الشوارع الفلسطينية لتتولّى خطف الأطفال والتنكيل بهم وحرقهم.. صورة سقطت فيها الإنسانية سقوطا مدويا مع إدانات محتشمة لن تعيد الحقوق لأصحابها.
جريمة نكراء وصمت عالمي رهيب بما يؤكد أن الدم العربي رخيص وأن الإنسان العربي لا يساوي شيئا لدى العالم وخاصة لدى المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان، واعتقادي أن عملية الحرق هذه التي راح ضحيتها الطفل الفلسطيني لو حصُلت لكلب أو قط أو قرد أو أي حيوان آخر في الغرب لكانت ردود الفعل تسوناميّة.. لكن مادام العرب يقتّلون بعضهم البعض ويتساقطون كالذباب يوميا بالعشرات وتستباح دماؤهم فإن أرواحهم تصبح بلا معنى..

بقلم: عادل بوهلال